بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 20 سبتمبر 2014

كتاب عابد الله أزرق طيبة - 2 المولد والنشأة والمنهج



الفصل الثانى
مولد الشيخ عبد الله ونسبه و نشأته وأخلاقه ومنهجه
    هو الشيخ عبدالله بن الشيخ أحمدالريح، بن الشيخ  عبدالباقى الملقب ب( أزرق طيبة) بن الشيخ حمدالنيل بن الشيخ أحمدالريح بن الشيخ محمد الملقب ب(طايل اليد) بن الشيخ يوسف الملقب ب(أبوشرا) بن الشيخ محمد(صاحب غار بيله) بن الشيخ عبدالله الملقب ب(الطريفى) بن الشيخ محمد ابوعاقلة الملقب ب(الكشيف) بن الشيخ حمد النيل(أحد الخمسة العدول)[1] بن الشيخ دفع الله بن السيد احمد مقبل بن السيد نافع بن السيد محمد بن السيد سلامة بن السيد أحمد بن السيد بدر بن السيد محمد بن السيد حسن بن السيد أحمد بن السيد عامر بن السيد حسين بن السيد إسماعيل بن السيد عبد الله بن السيد إبراهيم بن السيد الإمام موسى الكاظم بن السيد الإمام جعفر الصادق بن السيد الإمام محمد الباقر بن السيد الإمام على زين العابدين بن السيد الإمام المشهور بسيد الأئمة وقائد الأزمّة الذى أمتحنه الله بأنواع المحن والبلايا أبى عبد الله الحسين شهيد كربلاء رضى الله عنه وإبن السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وبنت سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإبن فارس المشارق والمغارب أسد الله الغالب أمير المؤمنين سيدنا ومولانا أبى الحسن على إبن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله عنه وأرضاه إبن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان).   
   أما من ناحية والدته فهى: السيدة النخيل بنت الشيخ عبد الله بن الشيخ حمد النيل بن الشيخ أحمدالريح بن الشيخ محمد بن الشيخ يوسف أبو شرا.. إلى بقية تسلسل النسب أعلاه.
  ولد الشيخ  عبدالله عام1945م  بقرية طيبة الشيخ عبدالباقي نشأ وترعرع أيام سنينه الأولي أيام خلافة جده الشيخ عبدالباقي، تلقى تعليمه الاولي بخلوة طيبة، وحفظ القرآن علي يد الشيخ الناجي محمد ابراهيم بمسيد الشيخ عبدالباقي بطيبة وتدرج في التعليم إلي مدرسة ود مدني الاميرية الوسطى ثم مدرسة حنتوب الثانوية ثم جامعة الخرطوم كلية العلوم  .
البيئة المحيطة بالشيخ عبد الله والتصوف
     تعتبر بلدة (طيبة الشيخ عبدالباقى)على قدر كبير من الأهمية العلمية، ذات بيئة مفعمة بالعلم والورع باعتبارها مركزا للمعرفة والولاية والصلاح منذ تأسيسها على يد الشيخ يوسف(ابو شرا)[2] الاب السادس للشيخ عبد الله. وكان جل أفراد أسرة شيخنا، الذين يشكلون  مكونات هذه البلدة العلمية، على مستوى رفيع من علمي الظاهر والباطن. وكان آباؤه وأجداده رضي الله عنهم من خيرة العلماء ولهم قدم راسخ في الولاية .
  كانت تسمى طيبة في ما مضى باسم الخليفة الموجود فيها إلي أن آلت الخلافة إلي الشيخ عبد الباقي فأصبحت تسمى (طيبة الشيخ عبد الباقي) لأنه أول من قبر بها ولطول زمن خلافته وهو يعتبر المؤسس الثانى لطيبة بعد جده الشيخ يوسف أبو شرا .
سماك طيبة يوسف متيمنـاً بمدينة المختار فهو حمـــاكِ
والعابد الباقي يلازم ضيفـه وسط الدخان يحوم بالمِفــراكِ
خمسون عاماً ناره لم تنطفى في الصبح والآصال في الأحلاكِ
تلقاه يتلو في كتـــاب الله مطالعاً بترتلٍ وتفكُّرٍ وتباكـــى
     ولد الشيخ عبد الباقي سنة 1848م ووالدته هي السيدة فاطمة بنت الشيخ عبد الباقي بن الشيخ يوسف أبو شرأ ودرس القرآن الكريم وختمه ثلاث مرات حفظاً وأتقن العلوم الإسلامية ومذهب الإمام مالك. آلت له الخلافة عام 1900م فأعاد بناء خلوات القرآن بالطوب وأهتم بالتعليم المدرسي فأسس مدرسة من أوائل المدارس في السودان عام 1906م وكان يرسل إلي زعماء العشائر وأهل القرى المجاورة وأولياء الأمور لضرورة إرسال أبنائهم إلي طيبة لإلحاقهم بالمدرسة الأولية كما أهتم بتعليم البنات بتأسيس مدرسة أولية عام 1942م وكان الشيخ عبد الباقي ينفق علي المدارس من حر ماله يطعمهم ويسقيهم ويكسوهم ويسكنهم في منازله تلاميذ ومعلمين كما إهتم بالمجال الصحي فأسس الشفخانة الصحية أما علي المستوى القومي فقد كانت له وقفات حق سجلها له التاريخ أمام مفتشي الإنجليز لرفضه ظلمهم للأهالي ورفضه أن يكون جاسوساً علي أبناء المسلمين .ورغم إختلافه مع سياستهم فقد أهدى حكومة الإنجليز الأراضي التي أقيمت فيها مدرسة حنتوب الثانويةـ كلية التربية جامعة الجزيرة حالياًـ أهداهم الأراضي بمزارعها وجنائنها لوجه الله. كما كانت أراضى شيخ عبد الباقي تمثل اللبنات الأولى لمشروع الجزيرة الزراعي فحينما فكر الإنجليز في إنشاء المشروع كانت طيبة محط أنظارهم ويعتبر مكتب طيبة الزراعي الذي أقيم علي أراضى الشيخ عبد الباقي أول المكاتب الزراعية بمشروع الجزيرة .
   فى هذه البيئة نشأ، الشيخ عبدالله الشيخ أحمدالريح الشيخ عبد الباقى رضي الله عنه، بين أبائه الصالحين نشأة صالحة يؤدبونه ويلقنونه ويربونه تربية أمثاله من أهل البصائر. فتربى في عفاف وصيانة وتقي وديانة، أبى النفس عالي الهمة زكى الأخلاق محروسا بالعناية محفوفا بالرعاية. كريم الأخلاق مقبلا على الجد والاجتهاد متمسكاً بالدين وسنة المهتدين معظما عند الخاصة والعامة. وإستمر في طلب العلم وحبب إليه التعبد وقيام الليل وصار، رضي الله عنه، يدل على الله وينصح عباده وينصر سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويحيى أمور الدين وقلوب المؤمنين، وصار يضرب المثل به  في إحياء السنة وأتباع المحجة البيضاء والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. تفرغ الشيخ إلي المسيد والخلوة وملازمة شقيقه وشيخه الشيخ ابوعاقلة وذلك منذ عام 196  .
أخذه الطريق الصوفى
       أخذ الشيخ عبدالله الطريق الصوفى من شقيقه الشيخ أبوعاقلة وينتهى سنده فى الطريق الى الشيخ عبدالله العركى الذى ينتهى سنده الى الشيخ عبد القادر الجيلانى، وقد أوردنا خبره فى الفصل السابق، وسلسلة الطريق عند الشيخ عبدالله أزرق طيبة ترد على النحو الآتى:
 إجازته من شيخه وشقيقه الشيخ أبوعاقلة عن أبيه وشيخه:الشيخ أحمدالريح عن أبيه وشيخه: الشيخ عبد الباقى عن أبيه وشيخه: الشيخ حمدالنيل عن أبيه وشيخه: الشيخ أحمدالريح عن أبيه وشيخه: الشيخ محمدالزاهد عن أبيه وشيخه الشهيرالمنير: الشيخ يوسف أبوشرا عن أبيه وشيخه مربى العباد: الشيخ محمد ودالطريفى(صاحب غار بيلا)[3] عن شيخه: الشيخ دفع الله المصوبن عن أبيه وشيخه: الشيخ محمد أبوادريس عن أخيه وشيخه: الشيخ عبد الله العركى.
   والشيخ أبوعاقلة من أعلام الطريقة القادرية العركية، كان مع الالتزام التام بآداب الشريعة وهو يعيش فى حضيرات الحقيقة فأعطى من نفسه المثل الحى لاستقامة السلوك على منهج الطريق، والخلق الأتم فى مضمار الشريعة فأفضى به ذلك إلى مقام الإرشاد فى مسالك العبودية والصدق حيث كمال الملكات الإنسانية حينما ترتفع لمستوى العطاء الربانى فى مقام الاحسان الشهودى، وقد كان على دراية تامة بوسائل التخلية وجواهر التحلية، ولوازم التجلية، مما جعل منه لساناً ناطقاً بحق الاسلام وحقيقته على السواء.
    وقد لازم الشيخ عبدالله شقيقه شيخه الشيخ أبوعاقلة لما وجده من سمو الروح، واشراق الوجدان، وأشواق القلب وإنشراح الصدر، وتفتح البصيرة، فتفتحت مدارك الشيخ عبدالله على أعماق رحيبة فى رحاب المعرفة كما تكشفت له مراتب وجودية سامية حيث وطّن الشيخ عبدالله النفس للتسامى إليها بهمة عالية، وعزم حديد حتى يعيش الحقيقة سنى يورث فرقانا نتيجة التقوى، كما عايش الشريعة سنناً وأقضية أفضت الى تعبد مسئول ليبلغ بصاحبه الى عبودية مأمولة.
      وقد (تفرس)[4] الشيخ أبوعاقلة فى تلميذه وشقيقه الشيخ عبدالله الهمة العالية، والعزيمة الماضية، مع الصدق وخلوص النية إلى جانب النجابة والملكة القابلة، فأقامه على نهج الوصول، مع التمسك بالاصول فتكشفت له مرائى الوجود فى مظاهر الحقيقة الربانية، وتجلى له من مقام الحق فى مدارج الحياة ما أورث الشيخ عبدالله أزرق طيبة خشية وورعا وخاف من مقام ربه فنهى النفس عن الهوى وملأ القلب بالجوى، فدفعه الى معارج التقوى ومدارج الكمال فانطلق متساميا فى تلك المعارج وراقياً هاتيك المدارج وإستنار القلب وانشرح الصدر وإستحصد العقل فرأى الفؤاد من حقائق الايقان ما رأى فعاد الشيخ عبدالله أزرق طيبة بذلك من الموقنين فى تواضع لا ترى به مذلة، وحلم لايشينة عجز، وزهد فى دنيا الناس مع القدرة التامة على مشاركة الراكضين فى أوديتها ركضهم، زهد الواجد الغنى رجاءاً لما عند الله.
خلافة السجادة
      فى العام 1990م، آل أمر الخلافة للشيخ عبد الله أزرق طيبة بعد انتقال شقيقه وشيخه الشيخ أبوعاقلة الى جوار ربه الذى كان ملازما له كما أشرنا، فحمل راية الطريق بعد شيخه فرقى بها درجات عاليات فى مراتب الارشاد والعرفان حتى ركزها على قمة سامقة وذروة من ذرى التصوف شاهقة لا يزال الباحثون يستكشفون مكنونتها وذخائرها من مكنون المعارف وأصيل العلوم. فواصل عمله بتأهيل وصيانة المسيد وتوسعة المسجد وخلوة القرآن الكريم فأعاد تجديد خلوات القرآن الكريم وزاد رقعة المسيد، وزاد مساحة المسجد من الجهة الغربية بمساحة قدرها 330 متر مربع وهو الذي كانت مساحته 1000 متر مربع، وأسس المدرسة الثانوية والمستشفى، فظلت طيبة التى يؤمها مئات الطلاب من كل صوب وحدب قاصدين المعرفة والعلم بالقرآن الكريم وعلومه منارة سمقت أنوارها تلاطف قلوب من هفت جوانحهم لحمل القرآن الكريم وعلومه. وكما هو الحال منذ القدم أن نفقات الدراسة ومعاش الطلاب كله كان علي يد الشيخ عبد الله دون من أو اذي، وكذلك خلوته وتكية الخلافة توقد نيرانها لاتنطفي أبدا لاطعام الضيوف، يقصدها مئات البشر يوميا فهي ملاذ القلوب الهائمة إلي ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم فتجد ضالتها هناك وهي مرتجى من أراد أن يقضي وطره فيجد قضاءه هناك وهي قبلة الأحباب للصحبة والمجالسة فيجد مايرومه هناك. أصبح ملاذ الناس في الملمات الى جانب ما له من خدمات إجتماعية وألوان من البر والإحسان والمواساة والمؤاخاة.  
       كما أنه أعاد بناء مسيد آبائه (بأبي حراز)[5] وعمل على تسوير مسجدها وزاد من مساحته، كذلك أقام مجمعاً إسلامياً بمدينة كوستي وتضاعف عدد زوايا الطريقة بمختلف قرى ومدن داخل السودان، وامتدت رقعة دعوته لتشمل تلاميذ  في السعودية ومصر والشام وتركيا وألمانيا واندونيسيا ودول غرب أفريقيا وغيرها ونشر الدعوة بجنوب السودان وله خلاوى هناك ظلت نيرانها تضئ  حتى في زمن الحرب الأهلية والتمرد.  حاول الشيخ عبد الله أزرق طيبة أن يجمع بين التأصيل والتحديث في تنظيم أحبابه ومريديه فأسس روابط أبناء الطريق القادري للجنسين كل على حدة بالمدن والأحياء والجامعات والمصالح الحكومية واجتهد في نفي ما ينسب للمتصوفة والسالكين من السلبية والتبطل، فجعل العلم وطلبه أو العمل الصالح أساساً للطريقة القادرية فتدافع إليه أساتذة الجامعات وطلابها والأطباء وأهل العلم والمعرفة والسياسة ليستمعوا إلى نصحه الهين .
أخلاقه وصفاته وميزاته
     قد اتصف بصفات عدة في انه جمع بين صفات آبائه فهو قد أخذ الشجاعة والكرم من جده الغوث الشيخ عبدالباقي والأناة والحلم والصبر عن ابيه الشيخ أحمد الريح والعلم والحكمة عن أخيه الشيخ ابوعاقلة، ولتوضيح ذلك نعطى مثال  بينه وجده الشيخ عبدالباقى: نجد الحفيد عبد الله قد سار على خطى الجد الشيخ عبد الباقي سواء من حيث الاهتمام بتجديد وإعمار المسيد أو من حيث الاهتمام بالعلم والتعليم ونشرهما أو من حيث الجرأة على (كلمة الحق في وجه السلطان الجائر) دون أن تعني هذه الجرأة تعريض مصالح عامة الناس للضياع .
    كما كان للشيخ الحفيد عبد الله وقفات سجلها له التاريخ بأحرف من نور، فكان في مقدمة الطلاب الذين رفضوا الظلم والطغيان النوفمبري في 1964 حتى أصابته رصاصة في جبهته آنذاك. وظل فى مجاهدة ونضالاً مستمرين ضد كل ما رآه عسفا وجوراً بدءاً من قضايا المفصولين تعسفياً من الخدمة المدنية والعسكرية وانتهاء بقضايا مشروع الجزيرة مروراً بكل "نقطة" مظلمة في سياسات السلطة الحاكمة. فنجد الشيخ عبد الباقي رغم اختلافه مع سياسة الانجليز فقد أهدى حكومة الإنجليز الأراضي كما أشرنا. فتأمل كيف كان مشروع الجزيرة، الثدي الذي رضع منه السودان الحديث كامل كينونته، كيف كان  في بدايته يقوم  على سخاء الشيخ الجد وكيف كان في نهاياته يقوم بمجاهدات ومدافعات الشيخ الحفيد.؟.
       معروف عن ساداتنا ابائه انهم لاينامون الليل قياماً سجوداً وركوعا وذكراً وتبتلاً لله رب العالمين، امتثالاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا *أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا*إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا *إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وطئا وَأَقْوَمُ قِيلا )[6].
    والمزمل هو النائم، وقيل المغطى في الليل- وليس معناها أن النبى صلى الله عليه وسلم  كان ينام ويتغطى وانما عندما فاجأه الوحى عاد وفؤاده مضطرباً فقال للسيدة خديجة زملونى زملونى فلقب بالمزمل-  وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم  أن يقوم الليل بالصلاة وتلاوة القرآن استعداداً للقول الثقيل الذي سيلقيه عليه سبحانه، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أسوة حسنة)[7].
    أعطى الشيخ عبد الله أزرق طيبة من نفسه القدوة الكاملة للارشاد الى طريق الاخرة، وذلك لما تحلى به من كمال خلق، ونفاذ بصيرة، واستقامة سلوك، وزهد فى الدنيا، وترفع عما يشغل المقصد الاسمى. وتجافى عن منافسة أهل الدنيا دنياهم، فأستغنى بالله عز وجل عما سواه مع احتياج الناس اليه، حيث تحلى بسلطان التقى، وعز الطاعة، وكرامة الولاية، وحشمة العلم بالله عز وجل، والقرب منه تعالى. جعل منه منارة تهدى السائرين فى ليل الحياة طريقهم الى نور الهداية والمعرفة والوصول. شديد الورع، متواضع، صاحب عبادة، كثير الذكر، يشتغل بالعلم والذكر معاً، شفوق على الفقراء والمساكين، كثير البر والإحسان، لا تكاد تجد له لحظة إلا وهو يشغلها بقضاء حوائج الناس أو ذكر أو إرشاد، عارف بالله، متمسّك بالكتاب والسنة، حاضر الذهن قوي الحجة ساطع الدليل، حكيم يضع الأمور في مواضعها، شديد النكير على من خالف الشرع، ذو همة عالية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يخاف في الله لومة لائم حتى هابه أهل البدع والضلال وحسدوه ورموه بالأكاذيب والافتراءات بقصد تنفير الناس منه لكن الله يدافع عن الذين امنوا.
     يمتاز الشيخ عبد الله أزرق طيبة بالنـزعة الإنسانية المنفتحة على سائر الأجناس متبعا قول الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)[8]، وقوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[9]، وقوله تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)[10]، لأن الإسلام في جوهره دين منفتح على كل الأجناس لا فرق بين مسلم ومسلم يختلفان جنساً او لغة او لوناً او مكاناً او زماناً إلا بالتقـوى:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[11]، فان نهج الشيخ عبد الله أزرق طيبة  قد وسع من الآفاق التي يستشرف إليها الإسلام وامتد الى تحقق ذلك المجتمع المفتوح المنشود والمطمئن لأن الطريقة منفتحة وشاملة لكل التجارب الإنسانية متعاطفة مع سائر التيارات والمناهج الروحية جامعة للأخوة الإنسانية بين الناس على اختلاف الأزمنة والأمكنة قال تعالى: (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا)[12]، وينطلق الشيخ عبد الله أزرق من حقيقة لا جدال فيها وهي أن الناس لا يمكن أن يكونوا نسخة مكررة لأن الله لم يفطرهم على ذلك بل جعل الاختلاف سنة فيهم قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين)[13]، أي لو شاء الله لجعل الناس كلهم مؤمنين مهتدين على ملة الإسلام ولكنه لم يفعل ذلك لحكمة، (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) أي ولا يزالون مختلفين على أديان شتى وملل متعددة إلا ناسا هداهم الله من فضله وهم أهل الحق(ولذلك خلقهم) أي خلقهم لتكون العاقبة اختلافهم مابين شقي وسعيد، قال الطبري: المعنى للاختلاف بالشقاء والسعادة خلقهم.
        ان احترام المعتقدات والمبادئ الأساسية لكل طرف مسألة بالغة الأهمية ولها أثرها الطيب على العلاقات بين الأمم والمجتمعات فلكل أمة عقيدة أو مبادئ تقدسها وتلتزم بها وتعتبرها أسمى من غيرها ويدخل في هذا أركان الإيمان عند المسلمين، من إيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره .. ولغير المسلمين ما يقدسونه ويحتفون به من آلهة يعبدونها، أو مبادئ يعتزون بها .. ومبدأ الاحترام مبدأ قرآني أصيل دل عليه قوله تعالى:( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ..)[14]، أي لا تسبوا آلهة المشركين وأصنامهم فيسبوا الله جهلاً واعتداء لعدم معرفتهم بعظمة الله، قال ابن عباس: قال المشركون لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجون ربك فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم .
    ومعاملة أي من الطرفين للآخر بعدم احترام وخاصة في هذا الجانب لها آثار مأساوية، وأنصع مثال على ذلك ما اقترفته الصحيفة الدانمركية ورساميها من تعريض وسخرية بسيدنا محمدصلى الله عليه وسلموهو المكر الشنيع الذي أوقد نارا لا تزال مشتعلة.
    واذا نظرنا الى آيات القرآن الكريم الذى نزل به الروح الأمين على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتبليغه للناس كافة منها قوله تبارك وتعالى: (إِ نَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[15]، وقوله تعالى:( فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)[16] والكل يعلم ما لهذه الآيات القرآنية من دلالات وعظات وعبر تعجز عن التعبير عنها الألسن وتؤكد ان الدين الإسلامي هو دين الإسلام والتآخي والمحبة.
    و يتميز الشيخ عبد الله أزرق طيبة بالايجابية  في سبيل الإصلاح، إصلاح الأفراد والمجتمع، ويسعى لأن يؤصِّل قيمة الإيجابية هذه بين المريدين، وأن يفعِّلها؛ حتى يتم التغيير امتثالا لقوله تبارك وتعالى:(إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)[17]. والإيجابية لغةً: هي مصدر صناعي من "وجب الشيء يجب وجوبًا: لزم وثبت، وأوجب الشيء: جعله لازمًا[18]"، واصطلاحا: (هى حالةٌ في النفس تجعل صاحبها مهمومًا بأمر ما شرعي، ويرى أنه مسئول عنه تجاه الآخرين مسئوليةً أدبيةً نابعةً من ذاته، ولا يألو جهدًا في العمل له والسعي من أجله)[19].
     الايجابية هي الروح التي تدبُّ في الأفراد فتجعل لهم قيمةً في الحياة، وتدب في المجتمع فتجعله مجتمعًا نابضًا بالحياة، وهي الدليل الهادي الذي لا يضل الطريق، والأمل الذي لا يتبدد، والمطية التي لا تكبو، وهي صمام أمان للجميع، وهي جماع عدة أمور من أمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر، وبرٍّ ووفاءٍ وصدقِ عهد مع الله… إلخ. فالإيجابية حياة، حياةٌ بمعنى الكلمة للأفراد والمجتمعات؛ لأن السلبيين أموات وإن كانوا يدبون على ظهر الأرض بأرجلهم، وباطنها أولى لهم من ظاهرها إذا استمرأوا هذه الحياة الدون.
هذه بعض النقاط التي تظهر أهمية الإيجابية عند الشيخ عبد الله أزرق طيبة:-
(أ) تعمل على تصحيح المفاهيم بالنصح للامة:
      نصح الامة رعاة ورعية هى الدين فى صورة من صور التفاعل بداعية من الرقابة الاجتماعية، فى اطار الولاية الاجتماعية العامة، فالانسان المؤمن راع لقيم الخير والعدل والحق والطهر والفضيلة فى مجتمعه، وهو مسئول عن رعيته تتمثل هذه المسئولية وتبدو فى التزام المؤمن بمبادىء الاسلام وقيمه وشرائعه وشعائره فى حياته، لأن النصح يحمل من معانى القوة والتمسك والارتباط بمعاقد الشريعة ما لا يحمله لفظ آخر، والنصح للأمة هو ان يكون المسلم فى حياته كما يرى الناس من مظاهر التدين وصفات الخير، ليكون ناصحا لأمته بلسان حاله، والا فليرهم ما يكون حتى لا يخدعهم المظهر الكاذب والتلبس بثوب زور ولا سيما عند القادة من الامة ونصح الامة يلزم أن يكون الناصح صادقا وأمينا ومتجرداً، يبغى الخير ويستهدف البناء، منفعلاً بقضايا الأمة بما يجعله مركز حركة دائبة ومركز طاقة مرشدة الى الخير، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، كلازم من لوازم نصح الأمة، لتكون هذه الجزئية من جزئيات السبق فى مضمار الطريقة القادرية عند الشيخ عبدالله دليلاً على أن التصوف الاسلامى فى جوهره لايعرف السكون والسلبية أمام قضايا الأمة، وتمسكها بعواصم الدين ومعاقد التقوى. ونصح الامة – كان وما يزال – من أسباب القرب الالهى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الدين النصيحة قلنا لمن يارسول الله قال: لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)[20]. من هذه الحياض يستمد الشيخ عبدالله أزرق طيبة شرعته.
  والشيخ عبدالله أزرق طيبة عندما يصدع بكلمة الحق الناصحة فى مقامات مخوفة لايفعل ذلك تسجيلا لموقف بطولى ينتظر توظيفه لمآرب سياسية أو شخصية، كما انه لايعطى مثالاً على حرية التعبير وحق الكلام بما هو حق ليدلل على حق انسانى يمكن ان يمارس دونما رهبة فان حيل بينه وبين الحق قام عذره وخلت ساحته من التبعة كما هو المفهوم الشائع، أن كلمة الحق تقال فى موقف الصدق أمام الجور والظلم، هى واجب محتم يستشعره العلماء الربانيون بما استحفظوا من كتاب الله وما حملوا من شرائعه ومنهاجه فيقومون بأدائه على الذلول والصعب من الوسائل، وفى المرغوب والمرهوب من المقامات – مما لعله مدعاة استغراب وعجب ممن ينظر الى كلمة فى هذا المقام باعتباره حقاً للمتكلم – فان أعطيه شكر، وان حرمه صبر وسكت معذوراً، فان لم يسكت على التحذير والانذار والترهيب، أعتبر الناس موقفه هذا عنادا ومشاكسة وسبباً للمشاكل بتسجيل مواقف البطولة وما يدرى هؤلاء: أن السكوت عن الحق شيطنة خرساء[21] وأن التخاذل عن أداء الواجب فى مقامه تخاذل تدفع اليه الخشية أوالرجاء، والله أحق بالخشية وخيرا أملاً ورجاءاً. وقول الحق في أي موقف هو الجهاد باللسان لقوله تعالى: ( وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)[22] ولقوله تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُر)[23].        واذا كان الشعور بواجب الكلمة الحق وراء نصائح الشيخ عبدالله أزرق طيبة فان من لوازم هذا الشعور الثبات على موقف الحق والاصرار على ابلاغ كلمة الحق هذه، وهكذا كان حال الشيخ عبدالله أزرق طيبة فى نصائحه.
      وقد صوَّر النبي صلى الله عليه وسلم في تصويرٍ دقيق حال الأفراد إذا كانوا إيجابيين، ونتيجة ذلك على المجتمع الذي يعيشون فيه، والذي صوَّره بسفينةٍ تسير وسط الأمواج المضطربة، وحالهم إذا كانوا سلبيين وأثر ذلك على المجتمع نفسه؛ صوَّر ذلك كله في صورةٍ تمثيلية فقال صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالْمُدْهِنِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فِي الْبَحْرِ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا يَصْعَدُونَ فَيَسْتَقُونَ الْمَاءَ فَيَصُبُّونَ عَلَى الَّذِينَ فِي أَعْلاَهَا. فَقَالَ الَّذِينَ فِي أَعْلاَهَا: لاَ نَدَعُكُمْ تَصْعَدُونَ فَتُؤْذُونَنَا. فَقَالَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا: فَإِنَّا نَنْقُبُهَا مِنْ أَسْفَلِهَا فَنَسْتَقِي. فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ فَمَنَعُوهُمْ نَجَوْا جَمِيعًا، وَإِنْ تَرَكُوهُمْ غَرِقُوا جَمِيعًا).[24]
       ففي هذا الحديث النبوي الشريف يضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم المثل حتى تتضح أمامنا حقيقة الأشياء ويزول اللبس؛ حيث شبَّه المجتمع الذي نعيش على أرضه بالسفينة، والمعاصي والذنوب بالبحر، والأفراد الذين يركبون السفينة هم أفراد المجتمع، فلو أن هؤلاء الأفراد تناصحوا فيما بينهم وتعاونوا على البر والتقوى وتناهوا عن الإثم والعدوان، كان مجتمعهم عاليًا راقيًا قويًّا فتيًّا.
       وعلى العكس من ذلك؛ فلو ساد في هذا المجتمع التناحر واقتراف المعاصي وعدم المبالاة وإعجاب كل ذي رأي برأيه، لأصبح هذا المجتمع ضعيفًا ركيكًا، ولأصبح قول الحق فيه والتناهي عن المحرمات وارتكاب الموبقات وفعل المهلكات صرخةً في وادٍ أو نفخةً في رمادٍ.
  (ب) تمنع من جور الحكام والسلاطين:
     الحاكم ما هو إلا فرد من أفراد المجتمع، يباشر حكمهم، فإذا قام بينهم   بالقسط فهذا غاية المُنى، وإن لم يعدل وجب على مجتمعه أن يبيِّن له مغبة ظلمه.
       الله تعالى يامر بالعدل: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[25]. من أراد العدل والإنصاف فليضع نفسه مكان أخيه ، وليفعل ما يرضاه لنفسه.
أرض للناس جميعا مثلما ترضى لنفسك .... إنما الناس جميعا كلهم أبناء جنسك
فلهم نفس كنفسك ........ولهم حس كحسك
     شكا رجل عليا رضي الله عنه الى عمر رضي الله عنه فلما جلس عمر لينظر في الدعوى قال لعلي: ساو خصمك يا أبا لحسن فتغير وجه علي رضي الله عنه. ثم قضى عمر في الدعوى وذهب الخصم فالتفت عمر إلى علي وقال أأغضبتك يا أبا الحسن إذ سويت بينك وبين خصمك؟ قال عليّ : كلا بل لأنك لم تسوي بيني وبينه يا أمير المؤمنين لقد أكرمتني ودعوتني بكنيتي يا أبا الحسن ولم تناد خصمي بكنيته فذلك الذي أغضبني، فقبل عمر رأس علي وقال: لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبو الحسن)[26] .
حكموا فكان العدل شرعة حكمهم ........ ما الحكم ما السلطان إن لم يعدل
سارت مبادؤهم وسارت خلفها ............ أفعالهم في موكب متمثل
شادوا من التقوى أصح مواقف ............ وبنوا من الحسنات خير قلاع)[27]
* إعطاء كل ذي حق حقه عين العدل * مدح من يستحق المدح في غير ما خشية الفتنة عليه عدل* تأنيب من يستحق التأنيب عدل* الإعتراف بجهود الأخرين عدل.* الإعتراف بالخطأ والرجوع عنه عدل.* قبول النصح عدل* إسداء النصح عدل* التربية على العدل عدل.
وَرَاعَ صَاحِبَ كِسْرَى أَنْ رَأَى عُمَرًا÷ بَـيْنَ الرَّعِيَّةِ عُطْلًا وَهوَ رَاعِيهَا
وَعَهْدُهُ بِمُلُوكِ الْفُرْسِ أَنَّ لَهَا سُورًا ÷مِنَ الْـجُنْدِ والْأَحْرَاسِ يَـحْمِيهَا
رَآهُ مُسْتَغْرِقًا فِـي نَوْمِهِ ÷فَرَأَى فِـيهِ الـجَلَالَةَ فِـي أَسْمَى مَعَانِـيهَا
فَوْقَ الثَّرَى تَـحْتَ ظِلِّ الدَّوْحِ مُشْتَمِلًا÷ بِبُرْدَةٍ كَادَ طُولُ العَهْدِ يُبْلِـيهَا
فَهَانَ فِـي عَيْنِهِ مَا كَانَ يُكْبِرُهُ ÷مِنَ الأَكَاسِرِ والدُّنْـيَا بِأَيْدِيهَا
فِـي الـجَاهِلِـيَّةِ وَالإِسْلَام هَيْبَتُهُ÷ تُثْنِـي الـخُطُوبَ فَلَا تَعْدُو عَوَادِيهَا
و قـالَ قولــةَ حقٍّ أصبحتْ مثلاً ÷ و أصبحَ الجيـلُ بعدَ الجيـلِ يرويها
آمنـتَ لمّـا أقمـتَ العدلَ بينـهم ÷ فنِمـتَ نومَ قريـرِ العيـنِ هانيــها[28]
      فالإيجابية هي التي تبني الفرد بناءً سليمًا، وإذا شعر الفرد بمسئوليته تجاه مجتمعه أهمَّه ما قد يجده من سلبيات فيه، فيعمل على تغييرها أو إزالتها بالتعاون مع مَن ينتهجون نفس المنهج وتجمعهم نفس التصورات.
 (ج) تُعرِّف المرء ما له من حقوق وما عليه من واجبات:
      يعيش المرء في مجتمعه من خلال شبكة معقدة من العلاقات، ولا بد من وجود قواعد تنظِّم تلك العلاقات، والقاعدة المحكمة هي أن يعرف المرء ما له من حقوق وما عليه من واجبات؛ فلا يعيش ينتظر من الآخرين ما عليهم تجاهه من حقوق وينسى الواجبات المنوطة به، ولكن كما يأخذ يعطي، فلا ينتظر الولد- مثلاً- أن يلبيَ أبوه كل ما يرغب فيه، وفي المقابل يضن على أبيه ببرِّه والإحسان إليه ، وهكذا على كل المستويات والأصعدة.
     فالسلبي هو الذي لا يرى لغيره حقوقًا عليه، وفي المقابل يحب أن يأخذ كل ما يراه حقوقًا مكتسبةً له، ويضيق صدره ويتبرم إذا قصَّر أحد معه أو منعه ما يراه حقًّا له.
 (د) تجعل المرء يتحمَّل مصاعب الحياة ويتغلَّب عليها:
     الحياة لا تسير دائمًا على وتيرةٍ واحدة؛ فيوم حلو وآخر مر، وكما قال الشاعر أبو البقاء الرندي:
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ             فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ          مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ[29]
     والإنسان السلبي هو الذي تغلبه الأزمات، وتصرعه الملمات، وربنا- عز وجل- يأمر المسلمين بقوله: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا)[30]، تهنوا: أي تضعفوا؛ فبتوطين المرء نفسَه على الجلَد والصبر والمثابرة يكون قد أخذ عُدَّته التي بها يلاقي أصعب الظروف وأحلكها، ويخرج من تلك المعركة منتصرًا ظافرًا.
     وهكذا تكون ثقة الداعية بنفسه نابعة من شرف انتسابه لهذا الدين وهذا المنهج، وشرف السير في الطريق المستقيم الذي رسمه رسول الرحمةصلى الله عليه وسلم . فمن زاغ عن المنهج المحمدي فلا قيمة له في الدنيا والآخرة. فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمن ابتغى العزة في غيره أذله الله. قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)[31].
 (ه) تمنع المرء من الوقوع في اليأس والقنوط:
    من ذاق طعم الفشل عرف لذة النجاح، والنجاح كوميض البرق؛ ما يلبث أن يظهر حتى يختفي؛ فالمحافظة على النجاح تحتاج إلى صبرٍ ومثابرةٍ وعزم أكيد، وكما قيل: الوصول إلى القمة سهل، ولكن الحفاظ عليها هو الصعب.
      والمرء إذا أخطأ طريق النجاح مرةً لا بد أنه سيصيبها في مرة أخرى قادمة؛ فالمهم ألا نيأس وألا يدب القنوط في نفوسنا؛ فاليأس والقنوط عقبة كئود في طرق نجاح الدعوات، ولو أن كل صاحب دعوة ربانية أو غاية نبيلة أو هدف سامٍ قابلته مشكلة يترك ما يريد أو ما أُريد له من شدة الإحباط لما بُلِّغت الرسالات ولا عُرفَت الشرائع، ولنا الأسوة والقدوة في أصحاب الدعوات الربانيين من الأنبياء والرسل الذين واجهوا مجتمعاتهم المنحرفة عن النهج السليم وحدهم؛ فمنهم من فتح الله له القلوب بعد انغلاقها، ومنهم من لم يزدهم دعاؤه إلا فرارًا، ولكنه لم ييأس ولم يفتر حتى جاءه الفرج من الله عز وجل.
    نكتفى بهذه النقاط والكلام يطول  فى صفات  الشيخ عبد الله، ونذكر بأن الدعوة إلى الله تحتاج إلى تضحية على مستوى النفس والوقت والمال، وكلها أساسية لدعوة موفقة، والله عز وجل يمدح المضحين بقوله تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)[32].
منهجه فى الطريقة
      استمر الشيخ عبد الله في نشر الطريقة والأذن في الأوراد،  وقد كرس حياته للتربية الروحية والأخذ بيد السالكين لترقيتهم إلى أعلى درجات القرب  سيرًا على منهج الطريقة الذى هو شفاء للانسان من كل داء يلازمه وغاية هذا المنهج بلوغ مرتبة من الطهارة والكمال كونه أخصب جانب للحياة الروحية الإسلامية فهو تأمل لأحوال الإنسان في الدنيا وتزكية له قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)[33]، فلا فلاح ولا صلاح من دون ذم الجوارح وكبح الغرائز لذلك فان الطريقة هي عامل نهضة وانبعاث يهذب الشخصية الإنسانية، فيستقيم السلوك بتعاليمها وتزكو الأخلاق بقيمها، فيرتقي المجتمع بها، وتشكل حلا للعديد من المشاكل والأزمات الاجتماعية، وما سالكوا هذه الطريقة حق سلوكها إلا أطباء نفسانيون يعملون على شفاء بلايا الآخرين لأنهم كما يقول الشيخ الحارث بن أسد بن عبد الله المحاسبي: (قد رنوا بأبصارهم بفضل ضياء الحكمة الإلهية الى المناطق التي تنمو فيها الأدوية  وقد علَّمَهم كيف يفعل الدواء، فبدأوا بشفاء قلوبهم، وأمرهم حين ذاك بان يواسوا قلوب المحزونين والذين يتألمون [34](.
       فالطريقة اذن هي علاج بدأ الطبيب المعالج فجربه على نفسه ابتغاء ان يفيد به الآخرين والطريقة، كما يقول الشيخ الجنيد: )ما أخذنا التصوف عن القيل والقال لكن عن الجوع [الصوم] وترك الدنيا وقطع المألوفات والمستحسنات)[35].
     ومن هنا برزت قيمة الطريقة ووجوبها للمجتمع وقد استطاع الشيخ عبدالله أزرق طيبة أن يستقى من حياته الباطنة الوسائل لعلاج آلام القلوب، وتضميد جراح الجماعة، ووضع الإيثار شعارا له، قال تعالى: ) يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)[36].
        لما كانت الطريقة هي التطبيق العملي لأركان الدين الثلاثة: (الإسلام والإيمان والإحسان)[37]، ولما كان لكل مسلم أسلوبه الخاص في تطبيق تلك الأحكام من الناحية الروحية، فنجد الشيخ عبد الله أزرق طيبة سار على نهج الشيخ عبدالقادر الجيلانى الذى انتهج منهجا وسطا فى الدعوة والارشاد الى الله تعالى وقد قام هذه المنهج على ثلاث دعائم:
أ‌-     العلم بالقرآن والسنة وفقهها،
ب - الوعظ والارشاد،
ج - تزكية الروح بترويض النفس ومجاهدتها.
وهو المنهج الذى التزمته الطريقة القادرية[38]، وهى تحمل رسالة الاسلام من خلال التصوف الاسلامى، وعمل الشيخ عبدالله أزرق طيبة  على تطبيقه نبين ذلك ان شاء الله فى بقية فصول هذه الرسالة.


[1] قبيلة العركيين تعد من أكثر القبائل العربية التي تهتم بمسألة الأنساب في السودان .. وهي في الواقع قبيلة اكتسبت شهرتها من نشاطها الديني الكبير كقبيلة صوفية معروفة .. وتعود بنسبها إلى السيد دفع الله بن مقبل والذي تقول الرواية أنه قدم إلى منطقة الجميعاب من منطقة تسمى بير سرار بالقرب من بارا .. وتعود قبيلة العركيين في نسبها العربي إلى الإمام الحسين بن الإمام علي ، ولهم شجرة نسب معروفة ومحفوظة .. وتوجد نسخة من هذا النسب معلقة بخلوة الشيخ عبدالله بن الشيخ أحمد الريح بن الشيخ عبدالباقي (أزرق طيبة) بطيبة الشيخ عبدالباقي بالجزيرة .. أما عن تنقلهم داخل السودان .. فقد نزل السيد دفع الله بن مقبل بأرض الجميعاب بأبيض ديري وتزوج هناك من السيدة هدية بنت عاطف الجميعابية التي أنجبت له خمساً من الرجال اشتهروا بالخمسة العدول .. ومنهم كانت سلالة العركيين .. ثم أنهم نزحوا للهلالية .. والخمسة العدول هم:(1) حمدالنيل ومن سلالتهالشيخ أبوعاقلة الكشيف والشيخ محمد ود الطريفىو الشيخ يوسف أبو شراء والشيخ حمدالنيل(امدرمان) والشيخ عبدالباقي .. وقد سكنوابأبي حراز شرق أولاً ثم بطيبة الشيخ عبدالباقي ..  (2) السيد عبدالله العركي (3) والسيد أبودريس و سلالته بأبي حراز ً ومنهم الشيخ دفع الله بن الشيخ أبودريس ، وهو العالم الفقيه الشهير ، والشيخ عبدالرحيم بن الشيخ عبدالله العركي ..(4) السيد أبوبكر (أبو عائشة) بأبي حراز أيضاً (5) والسيد عمر المجذوب وسلالته بمنطقة معتوق بغرب الجزيرة .

[2] الشيخ يوسف أبو شرا ولد سنة 1133 هجريه وحفظ القرآن وأتقن علومه علي يد والده الشيخ محمد القنديل وعمره تسع سنوات، وآلت له خلافة القوم سنة 1153 هـ  وعمره لم يتجاوز العشرين سنة ففاقت شهرته الأفاق وتزايد طلاب القرآن حتى بلغوا سبعة ألاف غير طلاب العلم فكان لابد من سبيل لإطعامهم فعبر النيل الأزرق غرباً وزرع الأراضي الطينية هنالك وأسس مسجد وخلوات ومدينة قرآنية جديدة اتخذها في ما بعد عاصمة لخلافة العركيين وأختار لها اسم ( طيبة ) تيمُّناً بمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مدة خلافته   (64 عاماً) وعرف بالحلم وسعة الصدر وسماحة النفس والتسامي عن الصغائر والعفووالكرم وذكر أنه كان ينفق يومياً أربعين أردباً وقد ختم تدريس مختصر الشيخ خليل ستين مرة. لقب بأب شرا – السلطان – القطب – هام المردة – المانجيل له الكثير من خوارق العادات والكرامات لا يسعنا القرطاس ولا الزمن لذكرها يكفينا لقبه بأبى شرأ توفي الشيخ يوسف أبو شرأ سنة 1217 هجرية عن أربع وثمانين سنة وقُبر مع أبائه بأبى حراز.
[3] غار بيلا يوجد بجبل غرب قلع النحل بولاية القضارف وبسفحة الآن قرية تحمل نفس الاسم ، كان قد استقر به الشريف سليمان المشهور بأبوريش وهو أحد الاشراف السبعة الذين قدموا برفقة الشيخ عبد الله العركى فى عودته من أرض الحجاز حوالى العام 1580 ، بغرض نشر القرآن وعلومه، يذكر أن الشيخ محمد القنديل بن الشيخ عبد الله الطريفى قد تعبد بداخل هذا الغار ما يقارب السبع سنوات لذا اشتهر الغار باسمة.
[4] يقول حضرة الشيخ عبد القادر الجيلاني في أسلوب التربية الذي يتبعه المشايخ الكاملين مع مريديهم، ان الشيخ يقبل المريد لله عز وجل لا لنفسه، فيعاشره بحكم النصيحة ويلاحظه بين الشفقة ويلاينه بالرفق عند عجزه عن احتمال الرياضة فيربيه تربية الوالدة لولدها والوالد الشفيق الحكيم اللبيب لولده وغلامه فيأخذه بالأسهل ولا يحمله ما لا طاقة له به ثم بالأشد فيأمره أولا بترك متابعة الطبع في جميع أموره وإتباع رخص الشرع حتى يخرج بذلك عن قيد الطبع وحكمه ويحصل في قيد الشرع ورقه ثم ينقله من الرخص إلى العزيمة شيئا بعد شيء فيمحو خصلة من الرخص ويثبت مكانها خصلة من العزيمة فان وجد ابتداء أمره فيه صدق المجاهدة والعزيمة وتفرس فيه ذلك بنور الله عز وجل ومكاشفة وعلم من قبل الله عز وجل على ما قد مضت سنّة الله في عباده المؤمنين من الأولياء والأحباب الأمناء العلماء به فحينئذ لا يسامحه في شيء من ذلك بل يأخذه بالأشد ... ويصغر في عينه أحواله وأعماله لئلا يهلك فإن العجب يسقط العبد من عين الله عز وجل (انظر : الغنية لطالبي طريق الحق عزّ وجل في معرفة الآداب الشرعية - الشيخ عبد القادر الجيلاني - دار الحرية - بغداد – 1988 – ج2 ص 571).
[5] تقع منطقة ابوحراز شرق مدينة ود مدني علي الضفة الشرقية من النيل الأزرق عند ملتقى نهر الرهد بالنيل الازرق .أبو حراز، اسم بلد اشتهر في السودان بأنه بلد الأولياء والصالحين، ويقول عنه الأستاذ صديق البادي في كتابه (معالم وأعلام):  إنه بلد تضوّع عطراً، وتوهّج شعاعاً سامياً، وأضحى إرثاً تاريخياً لا يفنى ولا يبلى، وأريجاً سماوياً متعالياً على الزُخرف المادي الأرضي  الزائل.. وقد كساها تاريخها الحافل هالة من الوقار، وألبسها تاجاً من المجد لا يُطالوعند الاطلاع على تاريخ «أبو حراز» نجد قبيلة «العركيين( قد أقامت في هذا البلد).  أبو حراز مدينة العلم والدين مدينة الصالحين الواصلين العارفين بالله اهل الصفاء واهل الوفاء حيث كانت احدى عواصم الدولة الاسلامية فى عهد الفونج وحيث كانت تتميذ هذه العواصم فى ذلك العهد حيث اتخذت شعارها فى الكتابات الرسمية مدينة ابو حراز المحمية المحروسة . وارتبط فى أذهان الجميع بأنها بلد الأولياء والصالحين والقانتين الراكعيين الساجدين وقبابها القائمة التى تكسبها حلة جمالية وإرثاً تاريخياً لا يفنى ولا يبلى وعطراً روحياً واريحاً سماوياً سامياً متعالياً يعجب الزوار من يفد اليها

[6]  سورة المزمل الآيات 1-6
[7] ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (الذاريات:18،17) قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.

[8]سورة الأنبياء الآية 107
[9] سورة الأنبياءالآية92
[10] سورة المؤمنون الآية52
[11] الحجرات الآية13
[12] الأنفال الآية 61
[13] سورة هود الآية 118 و 119
[14]سورة الأنعام الآية 108
[15] سورة الحجرات 10
[16] سورة آل عمران 103
[17] سورة الرعد: من الآية 11
[18] مجمع اللغة العربية، المعجم الوجيز، طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، سنة 1411ﻫ-1991م، ص (660) باختصار.
[19] الايجابية في القرآن الكريم   يقول الله عز وجل مخبراً عن نفسية الذين في قلوبهم مرض (قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) المائدة 52     إن هؤلاء القوم الذين تتحدث عنهم الآية أصيبوا بمرض الريبة والتردد والشك فأصبحت نظرتهم إلى المستقبل سوداويةً قاتمةً لا تهديهم نفوسهم المريضة إلا إلى التفكير السلبي فهم لا يتوقعون إلا الأسوأ.. يتوقعون أن تصيبهم دائرة، فيدفعهم هذا التفكير السلبي إلى اتخاذ قرارات خاطئة وإلى البقاء في حالة التردد والريبة القاتلة  . أما القرآن فيلفت الأنظار إلى الاتجاه الآخر. قصة الهدهد هذا الهدهد صار سببا في هداية امة بأكملها،انه طير لكنه ايجابي قال الله تعالى: (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) (سورة النمل).
[20] الإمام مسلم في كتاب الإيمان – باب بيان أن الدين النصيحة.
[21] الرسالة القشيرية " للإمام أبي القاسم القشيري رحمه الله إذ قال ( ص 62 : باب الصمت )  والسكوت في وقته صفة الرجال ، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال . سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يقول : من سكت الحق ، فهو شيطان أخرس " .ا.هـ
[22] في سورة سورة البقرة: 42.
[23] في سورة الكهف: 29.
[24] أخرجه الترمذي في "الفتن".
[25]- سورة المائدة:8
[26]- أخرجه القسطلاني في إرشاد الساري 3/195
[27] - (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام:82]
[28] انظر القصيدة العمرية لحافظ ابراهيم
[29] الأبيات من قصيدة في رثاء مدينه ل(ابي البقاء الرندي) وهو: صالح بن يزيد بن صالح بن شريف الرندي, أبو البقاء وكان يرثو سقوط الاندلس ، وهذه اول أبيات بالقصيده وبعد استعراض طويل لما حدث من احداث يدمع لها القلب من اسر الفتيات و الفتيان ومن المجازر الدمويه ختم القصيده بقوله :لمثل هذا يدمع القلب ان كان      في القلب اسلام و ايمان .
[30] سورة آل عمران: من الآية 139
[31] سورة المنافقون8
[32] سورة البقرةالبقره : 207
[33] سورة الشمس:9.
[34] الشيخ الحارث بن أسد بن عبد الله المحاسبي البصري في كتابه (المحبة)
[35] كتاب الرسالة القشيرية. ص22.  
[36] سورة الحشر : 9.
[37] عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً . قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان ؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان ؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة ؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال: فأخبرني عن أمارتها ؟ قال: أن تلد الأَمَةُ ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . قال: ثم انطلق فلبثت مليّاً، ثم قال لي: يا عمر، أتدري من السائل ؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم .
[38]  انظر كتاب بحار الولاية المحمدية في مناقب اعلام الصوفية للاستاذ الدكتور جودة محمد ابو اليزيد المهدي , ص 399-ص 410 يقول الشيخ بقاء ين بطو احد اكابر الصديقين المعاصرين للقطب الجيلي: كان طريق الشيخ عبد القادر اتحاد القول والفعل والنفس والوقت ومعانقة الاخلاص والتسليم وموافقة الكتاب والسنة في كل نفس وخطرة ووارد وحال الثبوت مع الله.


ليست هناك تعليقات: